القائمة الرئيسية

الصفحات

عقدة الذنب في المسيحيّة

عقدة الذنب في المسيحيّة

الدين المسيحي مبني على تحطيم وانزال قيمة الانسان, واقناعه انّه ضعيف, هزيل وغير صالح, وعبر القيام بذالك يجعلون منه خروف مطيعا يقتنع ويركع امام اقلّ الاوامر. اهم برهان على ذالك يبدا بقصّة الخلق. الله خلق ادم وحوّاء, جعل حوّاء من ضلع ادم واورثهم الجنّة, لكن ادم خان مشيئة الله عبر التهام الفاكهة المحرّمة, وبذالك تمّ طرده وجميع ابناء جنسه وخليفته من الجنّة. والان كلّ انسان يولد, بحسب هذا المعتقد, هو انسان يحمل معه خطيئة الخيانة, ويتوجّب عليه التعذّب بحياته والشقاء والصبر ليدفع ثمن هذا الذنب.
 
عقدة الذنب في المسيحيّة


المسيحيّة اوهمت الناس بهذه القصّة انّهم غير صالحين, انّهم فعلا مذنبين, ولكن اين المنطق بذالك؟ في اي مثل اخر, يجمع الناس على انّ معاقبة شعب باكمله لخطيئة فرد هو جريمة, في هذه الحالة يبدو لا احد يجادل. اوّلا,التطوّر والمنطق والعلم اثبت انّ ادم وحوّاء لا وجود لهم, لا من قريب ولا من بعيد, ولا يوجد حتّى اي احتمال انّ يكونو موجودين. انسى نظريّة التطوّر(كي لا ندخل في جدل لا نهاية له) دراسة العظام واكتشاف هياكل عظمية لناس عمرها عشرات الاف السنين تدل انّ لا وجود لادم وحوّاء. في القدم الناس عبدت النار وعاشت في الكهوف, لم تعبد الله الواحد, ولم تجيد الكلام, ولم تكن تحيك وتلبس ثياب كما يقال(انهم ادركو انّهم عاريون) يمكنك ان تشغّل التلفاز وترى اي وثائقي عن القبائل في افريقيا, وسترى كيف انّ نصفهم يسيرون عاريين, ولا يدركون.

ثانيا, لو سلّمنا جدلا انّ القصّة حصلت, نحن غير مسؤولين عن خطيئة اقترفها شخص اخر. قد يقول لك المسيحي انّ ادم هو نموذج عن البشر وانّ الله يعرف انّ كلّنا لو كنّا مكان ادم لارتكبنا الخطيئة, ربّما ذالك صحيح, لكن لا احد يستحق العقاب على النيّة, العقاب يكون على الفعل.

الان, بموضوع الخطيئة, الانسان يخطئ, نحن كلّنا نملك خطايا. هذا ضمن سياسة تحطيم قيمة الانسان. ما معنى الخطيئة؟ اليست الخطيئة من المفترض ان تكون شيئ شرّير واناني؟ هذا بالنسبة لي اذا سألتني كيف اصنّف ما هو صح وخطئ, اذا اذيت شخص اخر اكون خاطئ, اذا لم ارتكب اذيّة, اذا لست خاطئ. الكنيسة لا ترى الامر بهذه الطريقة, ما يصنّفونه هم كخطيئة لا يمت للشر بصلة معظم الاحيان, فلنبدئ:

1) عدم الذهاب الى الكنيسة كلّ اسبوع والتبرّع لكم بالمال ليس خطيئة انّه مالي وانّه يوم عطلتي, لقد حفظت الانجيل, وحفظت كلّ ما تقولونه في القدّاس, لن يفوتني شيئ. زيادة على ذالك, لم اؤذي احد بعدم ذهابي ولم اضر غيري باي طريقة من الطرق, لذا من الغير المنطقي احتساب هذه كخطيئة

2) اشتهاء مقتنى غيرك كما يقال ايضا ليس خطيئة, لقد اشترى جاري سيّارة, واعجبتني السيّارة, انّه حافز لي ان اعمل بجد اكثر واشتري سيّارة اخرى, لكّنه ليس سببا لي انّ اذهب الى كاهن واركع امامه طلبا للسماح, واسمعه يقدم لي عظة عن الخير والشر قبل ان يمنحني البركة. اذا كنت ستركع طلبا للسماح, اقلّه ارتكب شيئ يستحق, الكرامة ليس رخيصة لهذا الحد
شيئ يستحق, الكرامة ليس رخيصة لهذا الحد

3)ممارسة العادة السرّية بنظر الكنيسة خطيئة, وكذالك "من نظر الى امراة واشتهاه فقد زنى بها في قلبه" التفكير لا يؤذي وما تفعله لوحدك لا يؤذي, لذا لا يحق لاحد ان يطالبك بالاعتذار على اشياء من هذا النوع, لو مهمن كان, وملاحظة على حدة, النساء يزيّن انفسهنّ قصدا كي ينتبه اليهن الرجال, اذا فكّرت في احداهن, انت لا ترتكب اذيّة بحقّها, بل بالعكس انت تحقّق هدفها... وهذا ليس راي خاص هذا علم نفس, النساء يحبّون استرعاء الانتباه

4)الزنى ليس "خطيئة" ربّما كان كذالك منذ 2000 سنة بسبب قلّة النظافة وتفشّي الامراض والفوضى بذالك الوقت, الان لم يعد الوضع كذالك, اذا انت موافق وشريكك موافق, لا دخل لاي جهة ثالثة في الموضوع
هل تريد ان تعرف بنظري ما هي اكبر خطيئة؟ ان تتنازل عن كرامتك بسهولة, ان تنصاع للاوامر والقوانين دون التفكير بها, ودون الاقتناع حقّا بها. الخطيئة هي ان تركع طالبا السماح على شيئ جعلك سعيدا دون ان يؤذي احدا, الخطيئة هو ان تخاف من الثقة بنفسك وباحكامك انت على الافعال وبدلا ان تثق بنفسك, تستعين بكتاب واشخاص اخرين ليخبرونك ما يمكنك فعله وما ممنوع فعله.
مع تحياتي الالحادية للصديق


جو اليحشوشي

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. هي ليست عقدة نقص اخي العزيز انما بسبب حادثة آدم لم يعد هو و امراته كاملين و بالطبع اولادهم سيكونوا على شكل الابوين هذا ان كنت تؤمن بالمسيحية التي ان لم تنفعك ماديا فهي لا تضر فالمسيحية لم تقطع يد ولم تقتل مرتد و دعت الى التسامح و محبة حتى المبغضين اليك و لان العلم لن يثبت او ينفي انما هو خيارك بالايمان بالدعوة على الاقل

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف10.6.18

      لم تدع المسيحية للتسامح بل على العكس، مثلها مثل أي دين نشر بالسيف و الرمح. قاتل المسيحيون الكاثوليكيون البروتستانتية في أوروبا إلى أن وصل الدم الركب

      حذف

إرسال تعليق

محتويات المقال