القائمة الرئيسية

الصفحات

الاسلام والزرادشتية | تأثيرات وتشابه

 

الاسلام والزرادشتية

1- مقدمة..

من الظواهر المتكررة في أغلب الأديان الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة، وأن "دين معين" هو الصواب وحده، وماعداه خطأ، مع أن "الدين" أي دين ما هو إلا اقتباس وزيادة، مجرد محاولة في طريق البحث عن الحقيقة.
الاسلام والزرادشتية | التأثيرات والتشابه


ولا يخلو دين من الأديان الكبرى من مؤثرات خارجية، فلن نجد دين أو عقيدة تكون نتاج عقلية واحدة فقط، ولا يستثنى الإسلام من هذا، فجاء الإسلام مزيجا من أديان ومعتقدات شتى، من بينها أديان فارس القديمة، وهي موضوع هذا البحث القصير.فالمطلع على الأديان والثقافة الفارسية القديمة يدهشه حجم الدور الذي لعبته في التأثير على الإسلام، قبل وبعد التكوين.
وكانت أهم المسائل التي ركز عليها نبي الإسلام هي "التوحيد"، وهذا طبيعي لمن ينشد الحقيقة وسط الكم الكبير للآلهة والأديان في أرض العرب.
وأيضا مشكلة كبرى مثل مشكلة "الشر" تشغل تفكير أي متأمل في الحياة عامة وفي "مسألة الألوهية" بوجه خاص، وكان نبي الإسلام ممن شغلتهم هذه المشكلة بالتأكيد.
وبالرغم من أن نبي الفرس "زرادشت" أيضا مثل نبي الإسلام نبذ كل الآلهة عدا "أهورامزدا" فكان بذلك موحدا، إلا أنه يبدو أن تفسير "زرادشت" للشر لم يرق لنبي الإسلام، نظرا لأنه يجعل من الخير والشر ندان في هذا العالم، وأيضا لأن بعد "زرادشت" أصبح الدين الزرادشتي "ثنويا" يعترف بإلهين أحدهما للخير والآخر للشر، وهما "أهورا مزدا" و"أهريمان".
وبالطبع فإن هذه "الثنوية" المتأخرة لا ترضي نبي الإسلام وهو المدافع الصلب عن التوحيد
.ولربما كان من الممكن أن يأخذ نبي الإسلام بالتفسير الزرادشتي لو أنه كان قد ظهر –نبي الإسلام- في الفترة الزمنية القريبة من ظهور "زرادشت" ،عندما كانت دعوته توحيدا خالصا!.فجاء بعد ذلك تفسير نبي الإسلام تطويرا للتفسير الفارسي لمشكلة الشر
.وقد أشار العقاد إلى هذا المعنى فيقول في كتابه "الله".."ويخيل إلينا أن زرادشت كان خليقا أن يسمو بعقيدة المجوس إلى مكان أعلى من ذلك المقام في التنزيه ،وأن يسقط بأهرمن (رب الشر) من منزلة الند إلى منزلة المارد المطرود".وهي الخطوة التي اتخذها بالفعل نبي الإسلام بعد ذلك.ولئن كان نبي الإسلام لم يأخذ بالتفسير الفارسي لمشكلة الشر، إلا أنه اقتبس منهم الكثير من الأمور


2- تأثيرات الزرادشتية على الاسلام

أمور عديدة أخذها محمد من الأديان الفارسية، وتعتبر من الأمور الأساسية التي أقام محمد عليها عقيدته.
 

.أ-البارقليط

قال محمد عن نفسه أنه هو المبشر به من عيسى.وهي مقولة رددها من قبل " أتباع ماني".."صيحة أطلقها الفقه المانوي عن "ماني" دفاعا وذودا وفرض على التبع الاعتراف بها بل ليدعم هذا الاعتراف صاغها صيغة أضافها إلى صلواته فهو إذا يهوي ساجدا فليس إلا ليختتم صلاته بالتحية والسلام على هذا النبي قائلا "مبارك هادينا البارقليط رسول النور". 
 

ب-بدايات الدعوة 

يروي أهل دينه كثيرا عما صحب ولادته من المعجزات وخوارق العادات والإشارات، وأنه انقطع إلى منذ صباه إلى التفكير،ومال إلى العزلة، وأنه في أثناء ذلك رأى سبع رؤى، ثم أعلن رسالته بعد تلقيه الرسالة
انطلق زرادشت يبشر بها في موطنه وبين قومه مدة عشر سنوات، ولكنه لم يستطع استمالة الكثيرين إلى الدين الجديد. فلقد وقف منه الناس العاديون موقف الشك والريبة بسبب ادعائه النبوة وتلقي وحي السماء، بينما اتخذ منه النبلاء موقفاً معادياً بسبب تهديده لهم بعذاب الآخرة، ووعده للبسطاء بإمكانية حصولهم على الخلود الذي كان وقفاً على النخبة في المعتقد التقليدي. ولما يئس النبي من قومه وعشيرته عزم على الهجرة من موطنه، فتوجَّه إلى مملكة خوارزم القريبة، حيث أحسن ملكها فشتاسبا استقباله، ثم اعتنق هو وزوجته الزرادشتية وعمل على نشرها في بلاده.
فهل كانت "سيرة زرادشت" مصدر إلهام لنبي الإسلام في حياته وأفعاله؟.
 

ج-آخر الأنبياء

 قال نبي الإسلام عن نفسه أنه آخر الأنبياء والمرسلين.
وبهذا قال زرادشت أيضا.."أيها الناس إنني رسول الله إليكم …لهدايتكم بعثني الإله في آخر الزمان …أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا فجئت إلى الحق هاديا ولأزيل ما علق بالدين من أوشاب …بشيرا ونذيرا بهذه النهاية المقتربة جئت..".
ثم كرر الأمر ذاته "ماني" وقال عن نفسه أنه آخر الأنبياء.
 

د-التوحيد

دعا نبي الإسلام إلى التوحيد ونبذ باقي الآلهة المزيفة "فلا إله إلا الله".
ودعا زرادشت إلى التوحيد ونبذ كل الآلهة الأخرى "فلا إله سوى أهورا مزدا".

هـ -أسماء الله

قال نبي الإسلام بأن لله أسماء وعددها.
وكذلك قال زرادشت..
"فسأله زرادشت أن يعلمه هذا الاسم فقال له أنه "هو السر المسئول" وأما الأسماء الأخرى فالاسم الأول هو "واهب الانعام" والاسم الثاني هو "المكين" ،والثالث هو "الكامل" ،والاسم الرابع هو "القدس"،والاسم الخامس هو "الشريف"،والاسم السادس هو "الحكمة"، والاسم السابع هو "الحكيم"،والاسم الثامن هو "الخبرة"،والاسم التاسع هو "الخبير"،والاسم العاشر هو"الغني"،والاسم الحادي عشر هو "المغني"،والاسم الثاني عشر هو "السيد"،والاسم الثالث عشر هو"المنعم"،والاسم الرابع عشر هو "الطيب"،والاسم الخامس عشر هو"القهار"،والاسم السادس عشر هو"محق الحق"،والاسم السابع عشر هو "البصر"،والاسم الثامن عشر هو"الشافي"،والاسم التاسع عشر هو "الخلاق"/والاسم العشرون هو"مزدا" أو العليم بكل شيء".

و-الإسراء

قال نبي الإسلام أنه قد عرج به إلى السماء.
والقصة نجدها مروية في سيرة "زرادشت" ..
"ثم أخذ الملاك بيد زرادشت وعرج به إلى السماء حيث مَثُل في حضرة أهورا مزدا والكائنات الروحانية المدعوة بالأميشا سبنتا؛ وهناك تلقَّى من الله الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر".ومن اقوال زرادشت التي نجدها في كتبه أيها الناس ! إني رسول الله إليكم …فإنه يكلمني! ..
يكلمني وحيا بواسطة رسول من الملائكة به وإليه رفعني فإليه بي أسرى كبير الملائكة وإلى حضرته قادني ..ولي هناك، متجليا، تجلى الإله وعرفني الشريعة وعلمني ما هو الدين الحق فقد سلمني إليكم هذا الكتاب".
لا ندري إذن هل كانت قصة إسراء ومعراج نبي الإسلام مجرد "حلم" ، أم ادعاء واقتباس من قصص مماثلة قديمة ؟
وهي بالطبع لم تكن حادثة واقعية حتى في نظر بعض المسلمين.( أنظر تفسير "ابن عربي"،وحديث عائشة "ما فقد جسد رسول الله قط" ).

ي-بعض العبادات

فرض نبي الإسلام خمس صلوات على المسلمين يوميا، الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء.
وفي الدين الزرادشتي.."دعا زرادشت المؤمنين إلى خمس صلوات في اليوم، تقام عند الفجر والظهيرة والعصر والمغرب ومنتصف الليل".
وفي الدين المانوي.."الصلاة في الدين المانوي فريضة تؤدى في مواقيت معلومة وبحركات جسدية معينة من القيام والركوع والسجود..صلوات أربع في اليوم-الصلاة الأولى عند الزوال والثانية صلاة العصر فصلاة المغرب عقب غروب الشمس ثم بعد المغرب تجيء صلاة العشاء وكل صلاة تؤدى في اثنتي عشر ركعة وسجدة…ولكل ركعة من الركعات وسجدة من السجدات صيغة معينة ومن الكتاب الكريم تلاوة أي أيضا بطريقة خاصة ولهجة معينة ورنة موقعة..". وللمسلمين قبلة هي المسجد الحرام.وللمصلي "
في الزرادشتية والمانوية" قبلة هي مصدر الضوء، الشمس أو القمر.والمسلم عليه بالوضوء قبل الصلاة.
والزرادشتي كذلك.."وتسبق الصلاة عملية الوضوء التي تتضمن غسل الوجه واليدين والقدمين".
وأيضا في المانوية يسبقون الصلاة بالوضوء.
فرض نبي الإسلام على المسلمين صوم ثلاثين يوما في السنة.
وفرض "ماني" على أتباعه الصوم.."الصوم في الدين المانوي فريضة ثلاثون يوما من كل سنة، وسبعة أيام من كل شهر – وشريعة الصوم تنحصر في أن يمسك الصائم إذا نزلت الشمس الدلو وأما الفطر فعند الغروب".

ز-القيامة والصراط والثواب والعقاب وكتاب الإنسان

من الأمور التي طال القرآن في وصفها "الأخرويات" القيامة والحساب والثواب والعقاب إلخ..
نجد هذه الأمورفي الدين "الزرادشتي" للإنسان حياة أخرى غير حياته "الدنيا" ، فللإنسان روح تبقى بعد موته، ثم تعود لتلتقي بجسدها الذي كانت قد فارقته.."فالأرواح بعد مغادرة الأجسام عقب الموت تبقى في برزخ المينوغ تنتظر يوم القيامة بشوق وترقُّب لكي تلتقي بأجسادها التي تبعث من التراب".والإنسان في حياته يكون مخيرا بين عمل الخير أو الشر، وفي الحياة الأخرى يكون الجزاء، فكل أعمال الإنسان إنما هي محفوظة.."إن على الإنسان موكلة من الملائكة "حفظة" تحصي عليه السيئات وتحسب له الحسنات وتسطرها في هذا "الكتاب" ..سيجد الإنسان إعماله وفكره مسجلة، له وعليه، في هذا الكتاب الذي جرت بتسطيره أقلام "الحفظة" من الملائكة التي تحصي أعماله وفكره".والحساب يكون على أساس عمل الإنسان في حياته الأولى، خيره وشره.."فبعد مفارقتها الجسم تَمثُل الروح أمام ميترا قاضي العالم الآخر (وهو رئيس فريق الأهورا الذين يشكلون مع الأميشا سبنتا الرهط السماوي المقدس) الذي يحاسبها على ما قدمت في الحياة الدنيا من أجل خير البشرية وخير العالم. ويقف على يمين ميترا ويساره مساعداه سرواشا وراشنو اللذان يقومان بوزن أعمال الميت بميزان الحساب، فيضعان حسناته في إحدى الكفتين وسيئاته في الأخرى. وهنا لا تشفع للمرء قرابينُه وطقوسه وعباداته الشكلانية، بل أفكاره وأقواله وأفعاله الطيبة. فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم".ثم يكون بعد ذلك "الصراط" الجسر الذي ستعبره الروح، وهذا الجسر مقام فوق الجحيم، ويؤدي إلى الفردوس، ويكون واسعا أمام الروح الخيرة فتجتازه مطمئنة، ضيقا أمام الروح الشريرة فما تلبث أن تهوي في الجحيم.."الصراط إنما مد فوق هاوية الجحيم..هاوية قرارها الظلمة من فوقها تندلع اللهب، ولكن…لئن كان الصراط مدا فوق هاوية "الجحيم" فإنما هو أيضا مد تؤدي نهايته إلى جنة المأوى، "بردوس" أو "الفردوس"! "."
بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس، ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر وتسقط لتتلقَّفها نار جهنم".

س-المهدي المنتظر

عقيدة المهدي المنتظر من العقائد المعروفة في الإسلام.
ورد في سنن الترمذي وغيره.."..عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين"
وهذا مذكور في الدين الزرادشتي أيضا
.جاء في "الملل والنحل" للشهرستاني.."ومما أخبر به "زرادشت" في كتاب "زند أوستا" أنه قال :سيظهر في آخر الزمان رجل اسمه "أشيزريكا" ومعناه :الرجل العالم، يزين العالم بالدين والعدل، ثم يظهر في زمانه "بتياره" فيوقع الآفة في أمره وملكه عشرين سنة، ثم يظهر بعد ذلك "أشيزريكا" على أهل العالم، ويحي العدل ويميت الجور، ويرد السنن المغيرة إلى أوضاعها الأول، وتنقاد له الملوك، وتتيسر له الأمور، وينصر الدين والحق، ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن".

ش-تحريف الإنجيل

قال نبي الإسلام أن اليهود والنصارى قد حرفوا كتبهم.
وقال "ماني" الكلام نفسه عن الأناجيل.."
ويرفض "ماني" الاعتراف بأناجيل المسيحية الأربعة على أساس أن الرسل حرفوها لخدمة مصالح اليهود".

ص-مسألة صلب المسيح

ينفي القرآن واقعة صلب المسيح،
وأن ما حدث -صلب المسيح- ليس بالحقيقة، ولكن "شبه لهم"
.وهذا هو ما قال به "ماني".. ظهر المسيح بين اليهود لابسا صورة وظل (أي هيئة) جسد إنساني لا جسدا حقيقيا.. لكن إله الظلمة أغوى اليهود ليصلبوه. ولما لم يكن له جسد فإن الآلام لم تؤثر فيه ولكن اليهود ظنوا أنه صلب".

3- حيرة نبي الإسلام في شأن المجوس!!

من الأمور المعروفة في الإسلام أن أهل الكتاب يقصد بهم اليهود والنصارى، أما المجوس فلم يرد نص يشير إلى اعتبارهم أهل كتاب.لكن مع ذلك يبدو أن نبي الإسلام كانت تنتابه الحيرة بخصوص هذه المسألة، فهو قد تأثر واقتبس الكثير من الدين الفارسي، لكن في الوقت نفسه وجد مالا يتفق وعقيدته، ولم يرد في كتب أخرى اعتمد عليها ورآها "منزلة".لقد أخذ نبي الإسلام الكثير من الدين الفارسي، ورفض أمورا أخرى أيضا.فكانت النتيجة أن توصل نبي الإسلام لحلا وسطا، لكنه حل يثير الدهشة والاستغراب لما يحمله من تناقض، وهو عدم الاعتراف بهم أهل كتاب صراحة لكن يعاملوا معاملة أهل الكتاب!ولم يوضح نبي الإسلام لماذا يعاملوا معاملة أهل الكتاب مع أنهم ليسوا كذلك؟ولا نجد إجابة سوى أنه نوع من الامتنان لما أخذه من دينهم، وهو ليس بقليل.ويوجد أمرين-على ما أعتقد- جعلا نبي الإسلام يتردد بشأن الاعتراف بالفرس أهل كتاب.
 
الأمر الأول : مسألة الصراع بين الخير والشر في العالم.وهي بمثابة حجر الأساس في الدين الفارسي، لكن نبي الإسلام لم يقبلها، ولم يأخذ بها تفسيرا لوجود الشر في العالم، وهي فكرة راسخة في الدين الفارسي لا ينفع معها أن نقول أن الفرس قد حرفوا دينهم!!
 
الأمر الثاني : انفصال أنبياء فارس –زرادشت وماني- عن سلسلة أنبياء العبريين.
 
- خاتمة..تأثر الإسلام إذن تأثرا واضحا بالأديان الفارسية، فنجد تشابها شديدا في كثير من الأمور والعقائد، بل إن بعض العقائد تكاد تكون واحدة متطابقة، مثل الأمور الأخروية، القيامة والبعث والحساب، الثواب والعقاب والصراط، فكانت الروح الفارسية واضحة جلية في الكثير من العقائد
بل وتميز الدين الزرادشتي عن الدين الإسلامي بالوضوح والمنطق في بعض الأمور العقائدية التي قد نراها ظاهريا متشابهة في العقيدتين، مثل القول بحرية الإرادة والاختيار.فبينما نرى في الزرادشتية وضوح فكرة حرية الإرادة للإنسان، وبالتالي مسئوليته عن ما يصدر عنه من أفعال. نرى في الإسلام عدم وضوح وتناقضا واضحا في هذا الموضوع. فنحن نفهم من بعض الآيات القرآنية أن الإنسان هو الذي يختار أفعاله بحرية، وفي آيات أخرى نرى أن الله قد قرر أمورا ولا راد لقضاء الله، فما يحدث من حولنا لا يخرج عن كونه تنفيذ للمشيئة الإلهية التي لا سبيل للإنسان أمامها
ولعدم الخوض في تفاصيل كثيرة نورد بعض الآيات التي تتناقض مع القول بحرية الإنسان في الاختيار
إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصرهم غشاوة ولهم عذاب عظيم".(البقرة 6،7)
"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلم، ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون".(الأنعام 125)
"ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون".(النحل 93)
"من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا".(الكهف 17)
ولا يخفى أن مثل هذا التناقض قد تسبب في خلافا كبيرا في القرون الأولى من تاريخ الإسلام، وأدى لظهور فرق دينية مختلفة.
أمر آخر تميز به "زرادشت" وهو عدم وجود أثر للعنف في دعوته كما هو الحال في الإسلام، فلم يحمل "زرادشت" السيف..
فكيف يحمل السيف من كانت دعوته هي الخير ومناصرته.
وهذا كان عكس سياسة الإسلام عندما ذهب إلى السيف فبالدماء خضب التاريخ الإسلامي كله تاريخ قتال ودماء.
وبينما كانت اتجاه الإسلام للعنف ذو أثر في التاريخ اللاحق لهذه الدعوة، نرى أثر دعوة زرادشت في أتباعه..
فنرى "البارسيين" أتباع زرادشت..
" وهم قوم ذوو أخلاق سامية وأداب رفيعة، وهم شاهد حي على فضل الدين الزرادشتي وماله من أثر عظيم في تهذيب بني الإنسان وتمدينهم".



تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. هذا البحث الكامل عن مقارنة الاسلام مع الزرادشتية رائع وكامل شكرا لك

    ردحذف
  2. كل هذا سببه أن نسخة الكتاب المقدس الزرادشتي الموجودة الآن مكتوبة بعد دخول الاسلام بلاد الفرس فتأثر الفرس بهم وأخذو منهم وليس العكس يا صديقى. أتمنى منك الصدق فى البحث عن الحقيقة

    ردحذف

إرسال تعليق

محتويات المقال